«غروب الشمس» قصة قصيرة للكاتب سمير عبد العزيز

صورة موضوعية
صورة موضوعية

في عصر أحد أيام الشتاء عدت من مدرستي الثانوية التي تبعد بمسافة ليست بالقصيرة عن منزلي .. طرقت باب الحجرة التي نعيش فيها.. فتحت شقيقتي الصغرى التلميذة بالابتدائي ودموعها تنهمر من عينيها دون توقف ..أصابني الذعر، سألتها لم تبكين؟

 قالت وهي تمسح دموعها بظهر يديها: لقد حضر زميل أبي في العمل وأخبرنا بأن أبي تعب فجأة وتم نقله الى المشفى وذهبت أمي برفقة جارتنا أم فاطمة معه إلى هناك .

 

في المشفى وجدت أمي وجارتنا أم فاطمة جالستان على مقعد بردهة العناية الفائقة كانت أمي مستندة إلى ظهر المقعد تبكي بصمت وحزن دفين .. نظرت نحوى بعينين خائفتين ربما على أبي أو علي وعلي شقيقتي .

بعد مرور بعض الوقت خرج أحد الأطباء سألته عن أبي فأخبرني أن حالته حرجة وزيارته ممنوعة.

أخبرت أمي بما قاله الطبيب.. كنتُ أحتاجُ يداً تُربت على كتفي وتُخبرني بأن كل شيءٍ سيكون بخير، حتى وإن لم يكن كذلك.

من شدة إرهاقي وتوتري جلست على المقعد وأسندت ظهري ودفعت رأسي للخلف، وأغمضت عيني واستدعيت ذكرياتي مع أبي .. فتذكرت طفولتي عندما كان يصطحبني إلى المدرسة الابتدائية ويحضر معه الحلوى عند عودته من العمل وتذكرت عندما كنت أذهب معه الى عمله وحفاوة زملاءه التي كانوا يعانقونني بها، استحضرت أشياء كثيرة محفورة في جدران ذاكرتي بكل لحظاتها.

أفقت على يد تربت على كتفي بهدوء، وصوت يقول : البقاء لله شد حيلك. التفت إليه فوجدته الطبيب الذي سألته عن حالة أبي .